الصين تنتصر بالإقناع- حرب اقتصادية هادئة وذكاء تصنيعي
المؤلف: خميس الزهراني09.21.2025

الصين دولة شامخة، حتى في نزاعاتها مع منافسيها، فهي تمارس فن الإقناع الرصين بدلًا من الانخراط في مرثيات الشكوى والعويل، وتخوض معاركها ببراعة وكياسة لا بصخب وضجيج مفتعل.
ألستم ترون كيف تفضح الصين، بصمت وروية، السياسات الأمريكية تجاهها، وتكشف خواء الشعارات الرنانة التي لا تثمر ولا تجدي نفعًا؟
منذ أن شنّ الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، حربًا اقتصادية ضروسًا على الصين عبر فرض رسوم جمركية باهظة، والعالم بأسره يراقب عن كثب واحدة من أشرس وأعقد المواجهات التجارية في التاريخ الحديث.
لقد سعت أمريكا جاهدة إلى لجم الصعود الصيني المتنامي، لكن الصين لم تعمد إلى الصراخ والعويل، بل عمدت بكل هدوء إلى تعزيز حضورها الوازن في الأسواق العالمية، فدخلت من بواباتها الرئيسة، لا متسللة من فوق الأسوار خفية.
وهنا لا يفوتنا أن نؤكد أن هذا المقال لا يغفل واقع الأثر الذي خلفته هذه الحرب التجارية على الشركات الصينية على اختلاف أحجامها، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، فالعديد منها قد تضرر بالفعل من القرارات الأمريكية المجحفة، وعانى من ارتفاع التكاليف وتعقيد شبكات الإمداد والتوريد.
ومع ذلك، فإن الهدف من هذا التحليل ليس تسجيل نقطة انتصار لترامب أو للولايات المتحدة، بل هو إلقاء الضوء الكاشف على الكيفية التي يدير بها التنين الصيني دفة الحرب الإعلامية بأسلوب هادئ ومتزن، بعيدًا كل البعد عن الخطابات الانفعالية التي تثير ضجيجًا مؤقتًا دون أن تقنع العقول.
لقد نجحت بكين ببراعة في إقناع العالم أجمع، بما في ذلك أمريكا ذاتها، بأن منتجاتها تغزو الأسواق بأسلوب أنيق وفعّال، وأن مسألة «مكان الصنع» لا تغير قيد أنملة من حقيقة تفوقها وجودة منتجاتها، سواء كُتب عليها «صنع في إيطاليا» أو «صنع في أمريكا» أو أي علامة أخرى.
إن ما يشغل بال الصين ليس هو تلك الأصوات المرتفعة والصاخبة، بل الوصول السهل والمنظم إلى المستهلكين عبر موانئ حرة، وأسواق مزدهرة، وذكاء تصنيعي فائق، وبذلك تمكنت من تحقيق أهدافها التجارية المنشودة، وترك بصمة لا تُمحى على خارطة الاقتصاد العالمي.
فاليوم تغرق الصين العالم بفيض هائل ومتدفق من المنتجات المتنوعة والغزيرة بشكل يومي، والتي تجد طريقها بسهولة ويسر إلى المستهلكين في كل مكان، حتى من خلال علامات تجارية أوروبية وأمريكية مرموقة، والتي تواجه بعضها اليوم حملات استرجاع واسعة النطاق بعد انكشاف حقيقة «التصنيع الصيني المقنّع».
إن الشارع الأمريكي يعيش حالة من السخط والاستياء المتزايد، وليس ذلك فقط بسبب وفرة السلع الصينية الرخيصة، بل لأن الصين تفوقت بهدوء وثبات، ولم ترد على الإهانات والشتائم بمثلها، بل اختارت الرد بالإقناع والحجة العقلانية المدروسة.
والأهم من كل ذلك: أنها اختارت أن يكون لها تأثير حقيقي وملموس بدلًا من مجرد الظهور العابر في العناوين الرئيسية للأخبار.
وهنا يحق لنا أن نستلهم العبرة من الموقف الصيني الحكيم. فحينما تقرر الصين الرد، فإنها تنتقي أدواتها بعناية فائقة، وتُمعن النظر في دراسة نقاط الضعف لدى خصومها، وتضغط في التوقيت المناسب تمامًا.
إن الجلد الحقيقي هو ذاك الذي يُنهك الخصم ويستنزفه دون أن يُسمع له أنين أو صراخ.
أما ما نشاهده اليوم على منصات التواصل الاجتماعي من مظاهر الحراكات الاجتماعية والسياسية الصاخبة، فما هو إلا مجرد صراخ وثرثرة كلامية جوفاء تتبخر في الهواء قبل أن تصل إلى وجهتها المقصودة.. لا تؤذي أحدًا، ولا تزعج حتى المارة العابرين إلى غاياتهم ومقاصدهم.
ألستم ترون كيف تفضح الصين، بصمت وروية، السياسات الأمريكية تجاهها، وتكشف خواء الشعارات الرنانة التي لا تثمر ولا تجدي نفعًا؟
منذ أن شنّ الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، حربًا اقتصادية ضروسًا على الصين عبر فرض رسوم جمركية باهظة، والعالم بأسره يراقب عن كثب واحدة من أشرس وأعقد المواجهات التجارية في التاريخ الحديث.
لقد سعت أمريكا جاهدة إلى لجم الصعود الصيني المتنامي، لكن الصين لم تعمد إلى الصراخ والعويل، بل عمدت بكل هدوء إلى تعزيز حضورها الوازن في الأسواق العالمية، فدخلت من بواباتها الرئيسة، لا متسللة من فوق الأسوار خفية.
وهنا لا يفوتنا أن نؤكد أن هذا المقال لا يغفل واقع الأثر الذي خلفته هذه الحرب التجارية على الشركات الصينية على اختلاف أحجامها، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، فالعديد منها قد تضرر بالفعل من القرارات الأمريكية المجحفة، وعانى من ارتفاع التكاليف وتعقيد شبكات الإمداد والتوريد.
ومع ذلك، فإن الهدف من هذا التحليل ليس تسجيل نقطة انتصار لترامب أو للولايات المتحدة، بل هو إلقاء الضوء الكاشف على الكيفية التي يدير بها التنين الصيني دفة الحرب الإعلامية بأسلوب هادئ ومتزن، بعيدًا كل البعد عن الخطابات الانفعالية التي تثير ضجيجًا مؤقتًا دون أن تقنع العقول.
لقد نجحت بكين ببراعة في إقناع العالم أجمع، بما في ذلك أمريكا ذاتها، بأن منتجاتها تغزو الأسواق بأسلوب أنيق وفعّال، وأن مسألة «مكان الصنع» لا تغير قيد أنملة من حقيقة تفوقها وجودة منتجاتها، سواء كُتب عليها «صنع في إيطاليا» أو «صنع في أمريكا» أو أي علامة أخرى.
إن ما يشغل بال الصين ليس هو تلك الأصوات المرتفعة والصاخبة، بل الوصول السهل والمنظم إلى المستهلكين عبر موانئ حرة، وأسواق مزدهرة، وذكاء تصنيعي فائق، وبذلك تمكنت من تحقيق أهدافها التجارية المنشودة، وترك بصمة لا تُمحى على خارطة الاقتصاد العالمي.
فاليوم تغرق الصين العالم بفيض هائل ومتدفق من المنتجات المتنوعة والغزيرة بشكل يومي، والتي تجد طريقها بسهولة ويسر إلى المستهلكين في كل مكان، حتى من خلال علامات تجارية أوروبية وأمريكية مرموقة، والتي تواجه بعضها اليوم حملات استرجاع واسعة النطاق بعد انكشاف حقيقة «التصنيع الصيني المقنّع».
إن الشارع الأمريكي يعيش حالة من السخط والاستياء المتزايد، وليس ذلك فقط بسبب وفرة السلع الصينية الرخيصة، بل لأن الصين تفوقت بهدوء وثبات، ولم ترد على الإهانات والشتائم بمثلها، بل اختارت الرد بالإقناع والحجة العقلانية المدروسة.
والأهم من كل ذلك: أنها اختارت أن يكون لها تأثير حقيقي وملموس بدلًا من مجرد الظهور العابر في العناوين الرئيسية للأخبار.
وهنا يحق لنا أن نستلهم العبرة من الموقف الصيني الحكيم. فحينما تقرر الصين الرد، فإنها تنتقي أدواتها بعناية فائقة، وتُمعن النظر في دراسة نقاط الضعف لدى خصومها، وتضغط في التوقيت المناسب تمامًا.
إن الجلد الحقيقي هو ذاك الذي يُنهك الخصم ويستنزفه دون أن يُسمع له أنين أو صراخ.
أما ما نشاهده اليوم على منصات التواصل الاجتماعي من مظاهر الحراكات الاجتماعية والسياسية الصاخبة، فما هو إلا مجرد صراخ وثرثرة كلامية جوفاء تتبخر في الهواء قبل أن تصل إلى وجهتها المقصودة.. لا تؤذي أحدًا، ولا تزعج حتى المارة العابرين إلى غاياتهم ومقاصدهم.